חוצות - כתב עת תרבוטיפוליטי

גליון 2

تضامن סולידריות Solidarity / מנאל אבו חק

מנאל אבו חאק – עו"ס קלינית פסיכותרפיסטית, מטפלת ומדרכיה בפסיכותרפיה לילדים ומסוגרים בקליניקה פרטית, הנחתה קורסים וסדנאות בנושא של רב תרבותיות, חוקרת את השפעת זיכרון הנכבה עלה סובייקט הפלסטיני, חברה מיסדת ברשת הפלסטינית הגלובלית לבריאות הנפש.

מאמר זה מבוסס על הרצאה שניתנה בכנס ההשקה של כתב העת "חוצות" 21.6.21– "לפרק ולהרכיב את מרחב השיח התרבוטיפוליטי בישראל-פלסטין 2021".
תאריך פרסום: 23/11/2021

*עברית אחרי הערבית

في هذه الأيام التي ما زال أبناء شعبنا يُقتلون كل يوم في غزة، في القدس وفي الضفة الغربية. وفي الوقت الذي يعاني أبناء شعبنا بكافة أماكن تواجدهم من عنف واضطهاد الاحتلال، بعد الإعلان رسميا منذ عدة أسابيع على وقف اطلاق النار تجاه قطاع غزة بعد العدوان الأخير, عاد الشأن الفلسطيني الى الخفاء والى معزله  تامة عن وعي العالم. ان صمت العالم على الجريمة المستمرة تجاه أبناء شعبنا وتصريحاتهم "يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها" تعمق داخلنا من الشعور بالجرح، حيث ان هذا الموقف يعطي شرعية للعنف وللقتل الممارس تجاه أبناء شعبنا.

نحنُ الفلسطينيات نعلم وعلى مر التاريخ منذ النكبة, التي حلت بأبائنا وأجدادنا, ان العالم غير منصف، اناني ومتقبل الى حد كبير لفكرة المساس بنا. ان صمت العالم لما يجري تجاه أبناء شعبنا ما هو الا خيانة لنا، تماماً كما تشعر ضحية الاعتداء الجنسي تجاه من وقف على الحياد. نحن لا نطلب الدعم والمساعدات من العالم انما نطلب ان يقف الى جانب العدل والمساواة.

الى جانب ذلك، هنالك من يبدي تعاطفاً مع قضيتنا ويؤيد مطالبنا بالعدل والمساواة، وهنا اود التطرق الى اشكال التضامن والدعم بجوانبه المختلفة الموجه لأبناء شعبنا .

ابدأ بالذي يبدي تضامناً مشروطاً، وعلى الاغلب يأتي ذلك من قبل جهات اجنبية أوروبية او أمريكية تمنح دعماً مادياً و بناء فروع لمؤسساتها الغربية في الأراضي الفلسطينية. المساعدات التي تقدمها على الاغلب تكون مشروطة بالتزامات مسبقة من الجهات الفلسطينية، والتي عليها (الجهات الفلسطينية) برهان القيام بها قبل ان تقوم هذه الجهات بتقديم دعمها. مثلما حصل منذ سنتين تقريباً بإلزام الجمعيات الفلسطينية على التوقيع على وثيقة فيها التزام بنبذ العنف والإرهاب وعدم التعاون مع من عرًفوهم هم كحركات وجماعات إرهابية، حيث ان هنالك عدة حركات فلسطينية مسجلة ضمن هذه القائمة. بالنهاية نرى ان الجمعيات الفلسطينية منهمكة في خدمة الرؤيا التي تمليها عليها هذه الجهات الاجنبية وغير متفرغة للنظر الى احتياجات المجتمع الفلسطيني، التي من المفروض انها تقدم له خدماتها. زيادة على ذلك، كثيرا ما تسبب هذه الشروط الى تقسيمات جديدة والى تعميق الجفاء والبعد بين الجمعيات الفلسطينية المختلفة.

نوع اخرمن التضامن هو التضامن مع افراد او مجموعات صغيرة من الفلسطينيين، مبني على تواصل مستمر فيه تقبل لكافة جوانب الذات الفلسطينية وبالذات للهوية الفلسطينية داخلها. هذه الجهات تدعم اظهار الهوية الفلسطينية جليا امام العالم وتؤيد التواصل بين الفلسطينيين بكافة أماكن تواجدهم كأبناء شعب واحد. كما ذكرت سابقا, هذا التضامن يدعم الافراد او المجموعات الصغيرة وهو على الاغلب موجه  لفلسطينيين الذين يجيدون لغات اجنبية او ممن لديهم سبل مفتوحة للتواصل والسفر في انحاء العالم. قلما نرى ان يفيد هذا التضامن الشارع الفلسطيني او الجهات الأكثر قهرا واضطهادا داخل الشعب الفلسطيني. لا ينجح بأغلب الأحيان الافراد الفلسطينيون متلقو الدعم من قبل هذه الجهات الى إيصال التضامن بالشكل الذي حظوا فيه الى الشارع الفلسطيني، وذلك لأسباب قد تعود الى التنافس الفلسطيني حول موارد الدعم القليلة والحياة في جو من صراع البقاء, فنرى انه بدل من ان يتم توجيه الطاقات الى التواصل بين الزملاء الفلسطينيين , نرى هؤلاء الافراد منهمكين في العمل على المحافظة ان يكونوا هم وحدهم حلقة الوصل مع الجهات المتضامنة والحذر من ان لا يقوم احد زملاؤهم ب"خطف" المكانة التي أعطيت لهم. فهم لا يريدون ان يخسروا القوة التي حظوا بها نتيجة كونهم حلقة وصل مع الجهة الداعمة\المتضامنة. بالنهاية نرى انه بدل من ان يساهم هذا التضامن في إعادة بناء وإصلاح المجتمع الفلسطيني، نراه يعمق الانفصال والبعد بين أبناء الشعب الواحد.

هنالك أيضا من يمنح دعمه وتبرعاته دون التأكد مسبقا من الجهات المتلقية للدعم او من الاطلاع على برنامج المؤسسة المتلقية للدعم حول مشاريعها لتوظيف واستثمار الدعم الذي تلقته، كذلك دون التأكد من ان دعمهم هذا لا يسبب ظلم او قهر لفئة ما بالمجتمع الفلسطيني,  بحجة مزيفة  لديهم ان ذلك يأتي من احترامهم للاستقلالية الفلسطينية, وعدم التدخل في ما يجري بين الفلسطينيين.

تطرقت الطبيبة والمعالجة النفسية الدكتورة سماح جبر في عدة كتابات لها الى شروط التضامن الحقيقي واقترحت بناء حركة تضامن عالمية واسعة طويلة الأمد على غرار الشبكات للصحة النفسية الداعمة, مثل الشبكة البريطانية والشبكة الامريكية والفرنسية, الايرلندية والجنوب افريقية وغيرها من شبكات الصحة النفسية المتضامنة, حيث ان العمل من خلالها كما ذكرت هو على المدى الطويل ويعمل على التواصل والتعاون المستمر مع ذوات فلسطينية عديدة وكذلك على بناء تحالفات جديدة حول العالم,  مما يساهم في توسيع هذه الشبكات ووصولها لاماكن عديدة حول العالم, مما قد يساهم أيضا  في تغيير او بالأحرى في تكوين مواقف داعمة من قبل أبناء باقي الشعوب تجاه قضيتنا وتغيير السياسات وتوجهات الدول نحو قضيتنا.

بعد ان قمت بطرح اشكال الدعم والتضامن المقدمة من جهات تتواجد خارج فلسطين، اصل الان الى اهم أنواع التضامن بنظري وهما تضامن المقدم من أبناء الشعب الواحد، التضامن المربوط بالإيمان  ان التحرر الذاتي موصول بالتحرر من الاحتلال. حيث ان المتضامن الحقيقي لا يرى عمله التضامني كإحسان او مساعدة انما آتٍ من ايمانه ان تضامنه هذا فيه شفاء لذاته هو أيضا.

نحن الفلسطينيات والفلسطينيون، نجد الكثير من الصعوبات والعقبات في الطريق الى التواصل فيما بيننا وفي المحافظة على هذا التواصل للمدى البعيد. وكثيرا ما نرى انسحاب وقطع حبل الوصل بعد الخلاف الأول من خلال العلاقات المبنية حديثا. الم تفكروا يوما بمسالة اننا نبدي احتواءا واستعدادا كبيران للتغلب على خلاف وحله امام زملاء أجانب, ان لم نقل إسرائيليين، بينما امام زملائنا الفلسطينيين قليل ما نجد ذلك وكثير ما نسرع بالحكم السيئ على بعضنا, وقليل ما نلتمس حسن النية فيما بيننا. قد يدل هذا السلوك على تماه مع اسقاطات نفسية وجهت الينا من المحتل الصهيوني منذ زمن النكبة, مثل المقولة "ערבי טוב הוא ערבי מת" –"عربي منيح هو عربي ميت". وهنا أيضا نرى اننا كذوات حصلت على التضامن من قبل من هم ليسوا فلسطينيين، قد نبقى على الاغتراب من بعض الأجزاء داخل نفوسنا, ولا نجد ما يحفزنا على السير قدما نحو التواصل مع أبناء جلدتنا والخروج الى العمل على الإصلاح المجتمعي وعلاج اثار الصدمة المستعصية التي ما زلنا نعيشها منذ النكبة. في حالة التضامن الفلسطيني الفلسطيني فإن هذا فيه شفاء لكلا الطرفين، كيفما ذكرت قبل قليل.

ان التضامن يجب ان لا يكون افقيا، أي انه يجب ان لا يكون مبنيا على انتماءات متشابهة مثل الانتماءات: الدينية او أيديولوجية، اكاديمية او أماكن السكن الجغرافية, انما يجب ان يكون مرتكزا بالأساس على قيم مشتركة مثل الايمان بالمساواة, العدل والحرية. التضامن يتطلب التعلم على العمل المشترك وتخطي المعيقات وعدم الصمت او التنازل عن ابداء موقف أخلاقي أي كان والاستعداد لشرحه ومناقشته مع الاخرين.

ان التحرر يجب ان لا يكون منفصلا بين مقاومة الاحتلال ومقاومة القهر والاضطهاد داخل المجتمع الفلسطيني.

هنا اود ان اتطرق الى الاحداث الأخيرة مثل صمود أبناء شعبنا بغزة امام العدوان الظالم ووحدة الصف والتضامن بين أطياف المجتمع الفلسطيني بأماكن تواجدهم المختلفة في مواجهة قوات الشرطة الإسرائيلية وجيش الاحتلال. هذه الاحداث ساهمت في ان تظهر وبشكل واضح للجميع الهوية الفلسطينية المشتركة للمتظاهرين, والذين تصدوا لقوات الاحتلال في الأماكن المختلفة على أراض فلسطين التاريخية. هنا، وللأسف كيفما جرى بعد العدوان على غزة سنة 2014, يصعب جدا استثمار ثمار الوحدة التي رأيناها بالأشهر الأخيرة بين أبناء الشعب الواحد للمضي قدما نحو تعزيز هذه الوحدة والتقدم في سيرورة التحرر والإصلاح المجتمعي. ومن يقوم بإفشال ذلك ما هي الا جهات فلسطينية حليفة للاحتلال في باطنها وجوهرها وبالرغم من انها قد تدعي امام العالم انها معادية ورافضة للاحتلال. هؤلاء من أطلق عليهم فانون الطبقة البرجوازية التي يجب التخلص منها للوصول قدما في التطور المجتمعي ومن ثم الى التحرر.

ان التضامن البناء هو ذلك الذي يأتي بتغيير داخل المجتمع الفلسطيني وتعزيز كرامته ووجوده، ولا يمكن ان يتم ذلك فقط من خلال العمل والاجتهادات المبدعة في وصف بشاعة الاحتلال والاضرار التي يأتي يسببها للفلسطينيين، بل يجب ان يكون موصولا بمحاربة القهر والاضطهاد داخل المجتمع الفلسطيني. ان المكتفون بذلك (برصد انتهاكات الاحتلال) والمتغاضون عن الظلم والكبت وانتهاك الكرامات داخل المجتمع الفلسطيني يؤكدون ان ما يحفزهم بعملهم هو كره الاحتلال، والتحليل النفسي المتمثل بفرويد علمنا اننا بالكره والحب نستثمر الطاقات اليبيدينالية في الجسم الذي نوجه اليه كرهنا او حبنا, فهم وجهان لعملة واحدة. هذه الفئة لا يمكن ان تتخيل نفسها بدون وجود الاحتلال حيث ان عملها ووجودها كله مرتبط باستمرار الاحتلال.

لذا علينا ان نتذكر دائما اننا نعمل من اجل الذات الفلسطينية.

وللتعرف والوعي لأشكال القهر والاضطهاد داخل المجتمع الفلسطيني يجب التواصل مع اكثر الفئات عرضة للقمع، المجموعات الأكثر استضعافا، الموجودة في اسفل التقسيمات الطبقية: النساء اللواتي يعانين من قمع وقتل الذكوريين, البسطاء والمهمشين من سكان غزة المفصولين عن باقي ارجاء العالم, المثليات والمثليين المطاردين من قبل المتعصبين, أصحاب الدخل الأكثر تدنيا وابناء مخيمات اللجوء في كافة الأماكن وبالذات تلك المهمشة والبعيدة مثل مخيمات اللجوء في لبنان وسوريا.

تحدث فانون على انه يجب إزاحة البرجوازيات المتحكمة وفسح مجال اللقاء للشعب في جميع اقطاره، على صعيد المصلحة الشعبية والبناء الاشتراكي. لقد رأى انه لا يمكن ان يتم ذلك الا بنضال شعبي موحد، وانه يجب ان لا تتوفر للبرجوازية شروط الوجود والتحكم. يجب العمل على التأكد من ان تخدم المؤسسات كافة المواطنين دون أي شكل من اشكال التمييز والظلم، وضع أنظمة عمل لكل مؤسسات المجتمع المدني مبنية على الشفافية والمساواة وان تكون أنظمة العمل هذه ملزمة لكل الافراد واولهم المدراء.

ومن ضمن اتباع الشفافية يجب التواصل بلغة الشعب المُحتل ولغة البسطاء الوحيدة والفئات الأكثر اضطهادا وذلك لضمان الشفافية والمساواة للجميع، كذلك على من يريد التضامن ان يتأقلم بنفسه الى لغة المضطهد وليس العكس، ومن هذا المنطلق اخترت ان اتحدث اليوم باللغة العربية.

يرى علم النفس التحرري انه على الاخصائي النفسي ان لا يكتفي بترجمة الواقع, بل عليه ان يكون صاحب دور في سيرورة الوصول الى الحرية, ان لا يكتفي بان يكون ذلك داخل العيادة فقط او من خلال حراك موضعي, بل من خلال سيرورة عمل متواصلة وواسعة طويلة الأمد تشمل المدى الجماهيري والمؤسساتي.

رأى مارتن بارو ان على الاخصائي النفسي المجتمعي ان يكشف الأسس الخاطئة والتي عليها يرتكز المجتمع، ان يفهم ويتعرف بنفسه على اشكال ومصادر القمع والاضطهاد وذلك من خلال العمل الى جانب من هم من أبناء الفئات الأكثر ضعفا والأكثر تعرضا لذلك. لقد رأى مارتن بارو ان العمل التضامني يجب ان يكون من خلال الاصغاء جيدا الى الفئات الأكثر ضعفا وان يكون مرتكزا على قيم العدل والمساواة.

شجع مارتن بارو الاخصائيين النفسيين على تنمية فكر ناقد وفاحص لكل المبادئ التي اوجدتها نظريات علم النفس الغربية وعدم اتخاذ موقف بشكل اعمى تجاهها. تطوير هذا الفكر الناقد يساعدنا في الانتباه الى المباني الاجتماعية الطبقية والعمل من اجل تغييرها بناءا على قيم الحرية والمساواة.

كذلك رأى انه على المتضامن وخلال وجوده وعمله المتضامن مع الاخر، أن  عليه ان يزيح ذاته وان يبدو كالشفاف, ذلك لفتح المجال كله لتبلور وظهور الذات التي عاشت تحت الاضطهاد ومساعدتها في ان يصل صوتها المسكت الى العالم دون الحكم عليه او محاولة التأثير عليه بالتزامن مع التزام الاخصائي النفسي لمبادئ العدل, المساواة والمحبة.

رأى فانون، الطبيب النفسي، ومن خلال متعالجيه ان الاستعمار يشوه الطبيعة الإنسانية وان مقاومة الاستعمار فيها ما يغسل من ادران الجمود والتأخر والتخلص من قيود العادات البالية . لقد كان فانون انسانا رحيم القلب، فياض العاطفة ورقيق الشعور. لقد كان يدرك بوجدانه مشكلات ومعاناة مرضاه، ما يعجز عنه التحليل النظري وحده. تجربته المهنية والإنسانية هذه اثارت في نفسه ثورة عارمة عنيفة على الاضطهاد والاستغلال والغطرسة العنصرية. فهو عكس الاخرين لم يتنكر لها او ينسبها لنقص فيه كيفما فعل البعض، ففانون لم يكره البيض لأنه اسود كيفما ادعى البعض، بل كره استعمار البيض. ونحن أيضا لا نكره اليهود لنقص داخلنا موجود عندهم، بل نكره الاحتلال والعنصرية الصهيونية الممارسة ضدنا.

لقد أكد فانون على أهمية ان تستمد المقاومة عقيدتها وروحها وخطتها من التحليل العقلي الوجداني ومن الادراك الموضوعي وان تستند المقاومة الى عمل طويل الأمد مبني على النقاشات والحوارات وطرح كل الأفكار والاسئلة دون تخويف او تهميش.

زميلاتي العزيزات، يجب التذكر ان الاحتلال والقهر لا يمكن اقتلاعهما بالإقناع وبما يسمى "حوار" مع الجهات المحتلة والقامعة، الراغدة بالحرية وبطيب العيش والمحتمية بدفاعات جيش الاحتلال لذي ترسل الى صفوفه أولادها واقاربها. تذكروا انه لا حياد بالصحة النفسية، فأمأ ان تكون مع الحرية والمساواة لأبناء شعبنا واما ان تكون الى جانب المحتل والمغتصب لحقوق أبناء شعبنا.

لقد قال فانون وبشكل لا يمكن تأويله، انه علينا ان لا نقع بالفخ المنادي للحوار والتماس حسن النية للآخر المحتل, والتوهم انه يمكن حل النزاع من خلال الحوار وبفضل نية المحتل الطيبة وعطفه علينا. يجب علينا التعلم من أخطاء الماضي، وتذكروا انه ومنذ النكبة لم يفكر المحتل فينا خيرا والادلة كثيرة جدا ابتداءا من المذابح وطرد أبناء شعبنا بالنكبة, مرورا بالمذابح كمذبحة كفرقاسم والحروب الملاحقة لأبناء شعبنا  اللاجئين بلبنان مثل مذبحة صبرا وشتيلا وغيرها, وصولا الى العدوان الأخير على غزه والقتل اليومي والمستمر على الحواجز بالضفة الغربية.

 ان عائلة أبو العوف التي قام الاحتلال بقتلها بأكملها لم تكن مهددة لأمن دولة إسرائيل وسلامة مواطنيها، فبأي حق قتلت؟ كذلك اطفال وأبناء عائلة السواركة الثمانية من دير البلح والذين قتلوا نتيجة القصف الإسرائيلي بتشرين ثاني 2019 ، لم يثبت يوما أنهم ارهابيون أو مهددون لأمن إسرائيل فبأي حق قتلوا؟ اياد الحلاق، يعقوب أبو القيعان, موسى حسونة وغيرهم كتيرين جدا. كل ذلك يؤكد على مخطط المحتل وعمله المتواصل لتصفيتنا ونكران إنسانيتنا وحقنا في العيش. فبدل من تضييع الوقت وطاقاتنا في المشاركة بما يسمى حوار مع الاخر، يجب النهوض بالعمل المشترك على تعزيز التضامن الحقيقي والتواصل الفلسطيني الفلسطيني, هذا فيه أيضا شفاء لنا وتحرر من اثار الصدمة المستعصية المستمرة داخلنا منذ النكبة..

بالنهاية, أود ان أقول ان فانون هو خير مثال للتضامن, حيث انه لم يولد جزائري وانضمامه للثورة الجزائرية وايمانه بها  كخطوة لا بد منها أتى من تجربته الإنسانية والمهنية من خلال مشاعر الغضب والثورة التي شعر بها أمام انكشافه لأشكال الظلم والقمع داخل نفوس مرضاه، حيث انه عمل كمدير لمستشفى للأمراض النفسية  بالجزائر,  وايمانه بالانضمام للثورة تشكل من خلال عمله العيادي. انضم فانون الى الثورة الجزائرية  بكل ما اوتي به وكان ذلك تبعا لإيمانه بالحرية والمساواة, متنازلا في سبيل ذلك عن كل المراكز والمغريات الطبقية التي منحه إياها الاستعمار.

עמיתות ועמיתים יקרים,

בימים אלו, בני עמנו בעזה, בירושלים, בגדה המערבית ובמקומות נוספים , עדיין נהרגים ונמצאים תחת האלימות והדיכוי של הכיבוש. לאחר ההודעה הרשמית על הפסקת האש בין ישראל לרצועת עזה לאחר מבצע ההתקפות האחרון, העניין הפלסטיני חזר להיות מושתק ורחוק מהתודעה של העולם. שתיקתו של העולם לנוכח הפשע המתמשך כלפי בני עמנו , והצהרותיהם כי "זכותה של ישראל להגן על עצמה" , מעמיקים את תחושת הפגיעה בקרבנו (הפלסטינים), היות שעמדה זו נותנת לגיטימציה לאלימות ולהרג המבוצעים נגד בני עמנו.

כפלסטיניות, ידענו לאורך ההיסטוריה, מאז ה"נכבה" (אסון 48) שפקדה את אבותינו וסבינו, שהעולם אינו הוגן, אלא אנוכי ואדיש במידה רבה לרעיון של פגיעה בנו. שתיקת העולם לגבי מה שקורה ביחס לבני עמנו אינה אלא בגידה בנו, בדיוק כפי שמרגישה נפגעת תקיפה מינית ביחס למי שעמד מהצד וטען לנייטרליות כלפי מה שנעשה לה. אנחנו לא מבקשים תמיכה וסיוע מהעולם, אלא רק מבקשים ממנו לעמוד לצד הצדק והשוויון.

מנגד, יש מי שמגלה תמיכה והזדהות כלפי התביעה הפלסטינית ותומכים בדרישה הפלסטיניות לצדק ולשוויון . עכשיו ארצה להתייחס לגילויי סולידריות  ותמיכה  כלפי בני עמנו תוך מבט ביקורתי ארוך טווח.

יש מי שמפגינים סולידריות מותנית, שלרוב מגיעה מגופים בינלאומיים אירופאיים או אמריקאיים הנותנים סיוע כספי או שמקימים עמותות וסניפים לעמותות בינלאומיות בערים הפלסטיניות. הסיוע שלהם מותנה בהתחייבויות קודמות כלפי מי שמוכן לקבל את תמיכתם ולעבוד בשיתוף פעולה עימם, למשל, חתימה על התחייבות לזנוח את האלימות והטרור ולא לשתף פעולה עם אלה שהם מגדירים כתנועות טרור וקבוצות טרור, וישנן מספר תנועות פלסטיניות הרשומות במסגרת רשימה זו. בסופו של דבר, אנו רואים שהעמותות  הפלסטיניות משועבדות לשירות החזון המוכתב על ידי גורמים זרים אלה, ואינן רגישות למצבה ולצרכיה של החברה הפלסטינית, שלה הם אמורים לספק את שירותיהם.

סוג נוסף הוא סולידריות של בינלאומיים עם פרטים או קבוצות קטנות של פלסטינים, היא מבוססת על תקשורת רציפה אתם, שבה הם זוכים להכרה  בסובייקטיביות שלהם, ובעיקר  להכרה בזהותם הלאומית פלסטינית. קבוצות אלה מעודדות הנכחה של הזהות הפלסטינית באופן ברור בפני העולם. כפי שציינתי, סולידריות זו מבוטאת בקשר מול פלסטינים יחידים  או בקבוצות קטנות, בעיקר אלו  פלסטינים דוברי שפות זרות או כאלה שיש להם דרכים פתוחות לעולם החיצוני. לעתים רחוקות אנו מוצאים שסולידריות זו מועילה לרחוב הפלסטיני או לקבוצות המדוכאות והמושתקות בתוך העם הפלסטיני. הסובייקטים הפלסטינים, הנתמכים על ידי גורמים אלה, אינם מצליחים על פי רוב להעביר לרחוב הפלסטיני את הסולידריות שלה הם זכו , מסיבות שעשויות לנבוע מיריבות פנים פלסטינית וממאבק ההישרדות המתמשך שבו נתונים הפלסטינים. כך יוצא  שבמקום שהמשאבים הללו יופנו לקשר ההדדי בין העמיתים הפלסטיניים, אנו רואים שאנשים אלה עסוקים בלשמר את הבלעדיות על הקשר מול הגורמים המסייעים, ולדאוג לכך  שאף אחד מעמיתיהם לא ייקח מהם את המעמד  והכוח להם זכו הודות לקשרים עם הגורם המסייע.

בסופו של דבר אנו רואים, שבמקום שסולידריות זו תתרום לשיקום החברה הפלסטינית, היא מעמיקה את הפילוג והמרחק בין בני העם האחד.

יש גם מי שמעניקים את תמיכתם ותרומותיהם מבלי לוודא מראש מיהם הגורמים המקבלים את התמיכה או מבלי להכיר את המצע של הארגון שמקבל את התמיכה, בנוגע לתוכניות העבודה והשקעת התמיכה/המימון שהם קיבלו, וכן מבלי לוודא, שתמיכתם זו אינה גורמת עוול או דיכוי לאיזושהי קבוצה בחברה הפלסטינית, בתואנה שהם מכבדים את "העצמאות הפלסטינית" ואינם מתערבים במה שקורה בין הפלסטינים לבין עצמם.

ד"ר סמאח ג'בר, פסיכיאטרית ופסיכותרפיסטית, התייחסה בכמה מכתביה לתנאים לסולידריות אמיתית, היא הציעה לבנות תנועת סולידריות עולמית רחבה וארוכת טווח עם מוקדים ברחבי העולם, דוגמת רשתות בריאות הנפש העולמיות: כמו הרשת הבריטית הפלסטינית לבריאות הנפש, הרשת האמריקאית הפלסטינית לבריאות הנפש, הרשת הצרפתית , האירית והדרום אפריקאית. העבודה דרך רשתות אלה הינה עבודה ארוכת טווח ומבוססת על תקשורת ושיתופי פעולה רצופים בין בינלאומיים  לבין פלסטינים, ושאיפה להרחבה ולבניית עוד רשתות במוקדים שונים בעולם, במטרה לתרום לשינוי, או ליתר דיוק ליצירת עמדות תומכות מצד בני יתר העמים כלפי העם הפלסטיני, ולשינוי המדיניות והמגמות של  הממשלות כלפי העניין הפלסטיני.

עמיתות יקרות, אחרי שהצגתי סוגי תמיכה וסולידריות המגיעים מבני עמים אחרים המצויים מחוץ לארץ הזו, אני מגיעה כעת אל סוג הסולידריות החשוב ביותר, שהוא הסולידריות בין בני העם האחד, סולידריות  שלא מגיעה מעמדה פריווילגית  אלא ממי שמאמינות  כי השחרור מהכיבוש יוביל אותן אל החופש הסובייקטיבי שלהן . סולידריות אמיתית לא יכולה להגיע ממי שמאמין שהוא מעניק עזרה לאחר מעמדה פריווילגית, אלא ממי שמאמינה כי בסולידריות שלה יש ריפוי גם לנפש שבתוכה.

(בהקשר זה אציין, שסולידריות כזו לא חייבת להיות מצד פלסטיניות בלבד, אלא יכולה להיות גם ממי שאינן פלסטיניות, אך אסתפק במשפט זה ולא ארחיב לעת עתה).

אנו נתקלות  בקשיים רבים בהחזקת הקשרים והחיבורים הפנים פלסטינים ובשמירה על חיבורים אלה לטווח ארוך. ופעמים רבות אנו רואים.ות נסיגה ונתק בקשר לאחר מחלוקות ראשונות בינינו. האם אי פעם חשבתן על כך, שאנחנו מראים הכלה גדולה ונכונות רבה להתגבר או לפתור את המחלוקת מול עמיתים שאינם פלסטינים , ישראלים למשל, בעוד שמול עמיתינו הפלסטינים אנחנו כמעט ולא רואים זאת. לרוב אנחנו ממהרים בשיפוט שלילי וייחוס כוונות רעות לאחֵר הפלסטיני. התנהגות זו עשויה להצביע על הזדהות עם השלכות כלפינו על ידי הכובש הציוני.

כמו האמירה "ערבי טוב הוא ערבי מת". גם כאן אנו רואים, שאנו, כמי שזכו לסולידריות מצדם של אלה שאינם פלסטינים, עלולים להישאר בנתק ובזרות כלפי חלקים בתוך הנפש הנוגעים לשרידי הנכבה, ואיננו  מוצאים  עצמנו, מונעים  לעבר יצירת חיבורים חדשים דרך הקשר הפלסטיני, לשיקום החברה, העלאת המודחק והריפוי מהטראומה המתמשכת מאז הנכבה.

סולידריות אינה צריכה להיות אופקית, הכוונה שלא תהיה מושתתת על זהויות דומות: היא לא צריכה להתבסס על השתייכות דתית או אידיאולוגית, או אקדמית, או על אזור מגורים  גיאוגרפי, אלא על אמונה בערכים אנושיים  משותפים כגון אמונה בשוויון, צדק וחירות. סולידריות מחייבת ללמוד לעבוד יחד, בשיתוף פעולה ,ולהתגבר על מכשולים, בלי לחוש מושתק או לוותר על ביטוי עמדה ערכית כלשהי, יחד עם זאת חשוב שתהיה לגיטימציה לניהול שיח על כל נושא ללא השתקה או ביטול של האחר.

אסור שהדרך לחופש תהיה מפוצלת בין המאבק בכיבוש והמאבק בדיכוי בתוך החברה הפלסטינית.

כאן ברצוני להתייחס לאירועים  בחודשים האחרונים כמו העמידה האיתנה של עמנו בעזה, למרות ההתקפות האלימות מהאוויר כלפיהם, אחדות השורה והסולידריות בין הפלסטינים  באזורים השונים, בהפגנות  מול כוחות משטרת ישראל וצבא הכיבוש. אירועים אלה תרמו לחיזוק הזהות הפלסטינית  והנכחתה הברורה, כולל בקרב אלו שבעבר היססו או חששו מביטוי גלוי של זהותם הפלסטינית.

כאן, לצערנו, כפי שקרה לאחר התוקפנות נגד עזה בשנת 2014, לא היה ניתן למנף את אחדות השורה בקרב הפלסטינים ולהתקדם לעבר שיקום החברה והשחרור שלה.  מי שמכשיל זאת הם גורמים פלסטיניים בני בריתו של הכיבוש., גם אם בפני העולם הם טוענים שהם מתנגדים לכיבוש ודוחים  אותו. אלה הם מי שכונו על ידי פנון "המעמד הבורגני שיש להיפטר ממנו כדי להשיג שחרור".

סולידריות בונה היא זו שמביאה לשינוי בתוך החברה הפלסטינית ולחיזוק הכבוד והקיום שלה, ולא ניתן לעשות זאת רק באמצעות עבודה ומאמצים יצירתיים לתיאור זוועות הכיבוש והנזקים שהוא גורם לפלסטינים, אלא יש לקשרה למאבק בביטויי הדיכוי בתוך החברה הפלסטינית. אלה המסתפקים בכך (במעקב ובתיעוד של עוולות הכיבוש) ומתעלמים מביטויי אי-הצדק והדיכוי בתוך חברה הפלסטינית מוכיחים, כי המניע  שלהם הוא שנאת הכיבוש. על פי  חשיבתו של פרויד, בשנאה ובאהבה אנו משקיעים אנרגיה ליבידינלית באובייקט השנוא/האהוב. כך שהם שני צדדים של אותו מטבע. קבוצה זו אינה יכולה לדמיין את עצמה ללא קיומו של הכיבוש, היות שפעילותה וכל קיומה קשור להמשך הכיבוש.

לכן, עלינו לזכור שאנו פועלים למען הסובייקט הפלסטיני. כדי להכיר את צורות הדיכוי והרדיפה בתוך החברה הפלסטינית, עלינו להיות בקשר עם הקבוצות הכי חשופות לדיכוי, קבוצות בתחתית החלוקה המעמדית: נשים הסובלות מדיכוי והרג של גברים, תושבי עזה הפשוטים והשוליים, המופרדים משאר העולם, לסביות והומואים הנרדפים על ידי קנאים דתיים , בעלי ההכנסה הנמוכה ביותר ותושבי מחנות הפליטים בכל המקומות, במיוחד אלו המרוחקים והדחוקים לשוליים , כגון מחנות הפליטים בלבנון ובסוריה.

פנון דיבר על  כך שצריך להזיז את  הקבוצה הבורגנית השלטת ולתת אפשרות למפגש של העם בכל מחוזותיו, לפעול יחד למען האינטרס העממי והבנייה של שותפות סוציאליסטית. הוא סבר שניתן לעשות זאת רק במאבק עממי מאוחד, וכי לבורגנות לא צריכים להיות תנאי קיום ושליטה. יש לפעול לפיתוח והתוויית תקנונים ומנגנוני עבודה שקופים לכל מוסדות החברה האזרחית, המבוססים על שקיפות, שוויון. לתקנוני העבודה האלו צריכים להיות מחויבים כל האנשים, ובראשם המנהלים.

בהקשר לערך של שקיפות, חשוב שהשיח והתקשורת תתנהל בשפת העם הכבוש ובשפת הקבוצות המוחלשות ביותר, זאת  כדי להבטיח שקיפות לכולם. כמו כן, מי שמעוניין בסולידריות צריך להתאים את עצמו  לשפת המדוכאים, ולא להיפך. מנקודת מוצא זו בחרתי לדבר היום בשפה הערבית.

על פי פסיכולוגיית השחרור, כפי שנהגתה ע"י מרטין-בארו, פסיכולוג לא יכול להסתפק בתרגום המציאות בלבד, אלא עליו למלא תפקיד בתהליך  ההגעה לחופש , לא רק  במישור הפרטי בתוך  הקליניקה ומול מטופליו, או באמצעות אקטיביזם נקודתי חד פעמי , אלא באמצעות תהליך מתמשך רחב וארוך טווח, הכולל את המישורים הציבורי והממסדי.

מרטין בארו סבר, שהפסיכולוג החברתי צריך לגלות את היסודות השגויים שעליהם מתבססת החברה, עליו להכיר ולהבין בעצמו את המקורות והאופנים של הדיכוי,  הדבר מתאפשר רק דרך חבירה לקבוצות החלשות והפגיעות ביותר בחברה. מרטין בארו  סבר שעשייה סולידרית חייבת להישען על הקשבה טובה  ומתמשכת לקבוצות הפגיעות ביותר ולהתבסס גם על ערכי הצדק והשוויון.

מרטין בארו עודד את המומחים לבריאות הנפש  לפתח חשיבה ביקורתית,  ערער על כל העקרונות של הגישות הפסיכולוגיות המערביות והצפון אמריקאיות וקרא שלא לנקוט עמדה קונפורמית עיוורת כלפיהם. פיתוח  חשיבה ביקורתית  מסייע לנו לשים לב למבנים המעמדיים בתוך החברה  ולפעול לשינויים על בסיס הערכים של חירות ושוויון.

על פי תפיסה זו של מרטין בארו,  ביטוי הסולידריות מצריך את הפרט המגלה סולידריות "להזיז" את עצמו ,להיראות כשקוף, ולפנות את כל המרחב לסובייקטיביות של מי שחי תחת דיכוי ורדיפה. עליו  לעזור לו להשמיע את הקול המושתק שלו מול העולם, מבלי לשפוט אותו או לנסות להשפיע עליו , בכפוף למחויבות  של הפסיכולוג לצדק, שוויון ואהבה.

פנון, הפסיכיאטר ומי שניהל לימים בית חולים פסיכיאטרי באלג'יר, ראה באמצעות מטופליו כי הקולוניאליזם מעוות את טבעם האנושי, וכי ההתנגדות לקולוניאליזם מנקה את הנפש משרידי התקיעות ומכבלי המנהגים המיושנים. פנון היה אדם רחום, טוב לב, רגיש ושופע רגש . נוכחותו הרגשית המלאה והחיה סייעה לו להתוודע  לבעיות ולסבל של מטופליו, שלא ניתן להגיע אליהם דרך אנליזה תיאורטית בלבד. ניסיונו המקצועי והאנושי עורר בו מהפכה סוחפת ואלימה נגד דיכוי, רדיפה וניצול גזעני. בניגוד לאחרים, הוא לא התכחש לזה ולא ייחס את זה לחסך בנפשו, כפי שעשו אחרים. פנון לא שנא לבנים  בגלל שהוא שחור, כפי שהיו שטענו, אלא הוא שנא את הקולוניאליזם של הלבנים. גם אנחנו לא שונאים יהודים, אנחנו שונאים את הכיבוש הציוני המבוצע נגדנו.

פנון הדגיש את החשיבות, שההתנגדות תשאב את אמונתה, רוחה ותוכנית העבודה שלה  מניתוח המבוסס על חיבור מנטלי מצפוני ומודעות אובייקטיבית, ושהיא תתבסס על עשייה ארוכת טווח המושתתת על שיח מתמשך והעלאת כל הרעיונות והשאלות בלי הפחדה או דחיקה לשוליים.

עמיתותיי היקרות,  עלינו לזכור , שלא ניתן לסיים את הכיבוש והדיכוי על ידי שכנוע ומה שמכונה "הידברות" עם הגורמים השייכים לצד הכובש והמדכא, הנהנים מחופש ומחיים טובים ומוגנים ידי צבא הכיבוש, ששולחים לשורותיו את ילדיהם וקרוביהם כדי להבטיח  את המשך קיומם הפריווילגי והבלתי שיוויוני, ואת המשך הכיבוש והדיכוי כלפי בני עמנו. זכרו כי אין ניטרליות בבריאות הנפש: זה להיות בצד של המאמין בחופש ובשוויון לכולם ולעם הפלסטיני, או בצד של הכובש המדכא והגוזל את זכויות העם שלנו.

פנון אמר בצורה שלא ניתנת להבנה דו משמעית, כי אסור לנו ליפול למלכודת הקוראת לדיאלוג , לייחוס רצון וכוונות טובות  אצל האחר הכובש ולפתרון הסכסוך באמצעות דיאלוג ובזכות עזרה ומענק  הטבות מהצד הכובש. עלינו ללמוד מטעויות העבר ולזכור שמאז  הנכבה, לא חשב  הכובש לעשות טוב עם בני עמינו והראיות לכך רבות , החל ממעשי הטבחו  והגירוש  ההמוני במהלך אירועי הנכבה, הטבח בכפר קאסם,  במלחמות הרדיפה אחרי הפלסטינים בלבנון  כמו הטבח במחנה הפליטים סברה ושתילה ואחרים, ועד לתוקפנות האחרונה נגד עזה וההרג היומיומי במחסומים בגדה המערבית.

משפחת אבו אלעוף, שנהרגה כולה על ידי צבא הכיבוש , לא איימה על מדינת ישראל וביטחונם של אזרחיה, וכך גם שמונת ילדי משפחת אלסווארקה מדיר אל בלח, שהופצצו בנובמבר 2019. איאד אל חלאק לא היה מחבל, וכך גם לא יעקוב אבו אלקיעאן ומוסא חסונה, גם לא 13 הצעירים שנורו על ידי שוטרים במהלך ההפגנות אוקטובר 2000 וישנם עוד רבים רבים אחרים. כל זה מדגיש את תוכניתו ופעילותו  המתמשכת של הכובש לחסלנו ולשלול את האנושיות שלנו.  לכן, במקום לבזבז זמן בהשתתפות במה שמכונה קבוצות הידברות, יש לפעול  בהתאם לעקרונות הסולידריות,  לחזק את  החיבורים בתוך החברה הפלסטינית תוך עבודה משותפת שתביא ריפוי לנפש מהטראומה המתמשכת  מאז הנכבה, ותסייע בשיקום ושחרור החברה הפלסטינית.

לבסוף, אני רוצה לומר שפנון הוא הדוגמה הטובה ביותר לסולידריות, שכן הוא לא נולד אלג'יראי, והצטרפותו למהפכה האלג'יראית והאמונה שלו במהפכה התגבשה לאחר עבודה מקצועית ואנושית עם מטופליו ודרך רגשות הזעם וההתקוממות שחש לאחר שנחשף דרכם לצורות הדיכוי והרדיפה שחוו מול הקולוניאליזם, שהשאירו פצעים וצלקות עמוקים בנפשותיהם. הצטרפותו של פנון למהפכה הייתה טוטאלית והוא הלך אחר האתיקה שהתגבשה בתוכו ואחר אמונתו בחופש ובשוויון, תוך ויתור על כל הפריווילגיות והדרגות שהקולוניאליזם העניק לו.

 

 

 

תגובות

הוספת תגובה

צרו קשר

מוזמנים לכתוב לנו כאן או לדוא"ל: tarbutipuliti@gmail.com


×Avatar
זכור אותי
שכחת את הסיסמא? הקלידו אימייל ולחצו כאן
הסיסמא תשלח לתיבת הדוא"ל שלך.